كيفية استخدام كتاب الشخصية

للكاتب عبد الله خمّار

 

إذا كان للقراءة العادية متعة واحدة، فللدراسة متعتان، متعة القراءة ومتابعة ما يجري من أحداث باهتمام وشغف، ومتعة البحث واكتشاف مقومات الشخصيات وتصنيفها، ورصد غاياتها ودوافعها وعلاقاتها الإنسانية وتقييمها والحكم عليها .

ولابد أن يصبر القارئ حتى يعرفه الكاتب على شخوص الرواية أو المسرحية وأحداثها ومغزاها، ولا تفتح الرواية أو المسرحية مغاليق أبوابها للقارئ السطحي الذي يقرأ بسرعة الصاروخ، ويقفز على الكلمات ليصل إلى خاتمتها، بل تكشف كنوزها للقارئ المتمعن، الذي يحاول مضغ ما يقرأ جيدا والتلذذ به حتى يصبح قابلا للبلع وسهل الهضم، يقرأها بلسانه وقلبه وعقله وخياله، وتنمو شخوصها أمامه وتتحرك وتتطور، ويدخل معها إلى عالمها، فيشاركها الأفراح، ويقاسمها الأحزان، ويتحمس لفوزها ونجاحها، ويرثي لإخفاقها، وتتوتر أعصابه عند صدامها فيتعاطف مع أخيارها، ويكور قبضته غضبا وسخطا في وجه أشرارها، ومن قرأ المسرحية أو الرواية بلسانه وحده، أو بلسانه وعقله فقد قتلها.

عليك عند قراءة الرواية أو المسرحية أن توظف ما تعلمته في الفلسفة والأدب والتاريخ والرياضيات والرسم والموسيقى، وما تعلمته في بيتك وبيئتك في فهم الرواية، فالرواية هي الحياة بكل أبعادها، واستعمل القواميس والموسوعات لتزويدك بما لا تعرفه. فالقراءة الحقيقية اكتساب دائم للمعرفة.

     n احذر من وضع وسيط بينك وبين الرواية، فأنت قادر على فتح مغاليقها واستنباط أسرارها واستنباط كنوزها بنفسك، وإياك أن تقرأ آراء النفاد عنها قبل قراءتها، لأنك سترى الرواية بمنظارهم ومن خلالهم لا بمنظارك أنت، والناقد مثلك لديه أدواته من ثقافة وذوق، وربما تكون ثقافته أكثر، فاستعن به في فهم النصوص بعد قراءتها ولا تستعض بها عنها.

     n ويستخدم هذا الكتاب كسابقه "فن الكتابة: تقنيات الوصف" في القسم، أو في تنشيط ورشات التنشيط الثقافي، للتلاميذ الذين يريدون التدرب على الكتابة والبحث، كما يمكن أن يستفيد منه القارئ الحر شريطة أن يقوم بإجراء التمارين التطبيقية المطلوبة.

     n وللحصول على نتائج جيدة من الكتاب، ننصح بتوفير بما يأتي:

1- رواية أو مسرحية لكل تلميذ يطبق عليها التمارين المطلوبة منه، ومن المستحسن أن يطبق التلميذ على الرواية والمسرحية معا.

2- بعض كتب السير والتراجم لشخصيات جزائرية وعربية إسلامية وعالمية.

     n ومن الأفضل أن يشتري التلميذ الكتب التي يطبق عليها ليبدأ في تكوين مكتبته، فإن لم يجد،فعليه أن يستعيرها من مكتبة المدرسة أو المكتبة البلدية أو مكتبة المركز الثقافي، ولذا يجب العناية بتزويد هذه المكتبات بالكتب الأدبية، ومنها الرواية الجزائرية والعربية والمعربة وبكتب السيرة والتراجم.

     n ويتمثل عمل الأستاذ في تقديم بعض نماذج بناء الشخصية ودراستها، واستخلاص التقنيات والقواعد التي تساعد التلميذ على فهم العمليتين، وإجراء التمارين التطبيقية ومن نافلة القول، أن التطبيق يجري دائما في المنزل، وخارج الحصة، ولا ضرورة لتصحيح أوراق التلاميذ كلها، بل يصحح بعضها في كل مرة، ويقرأ التلاميذ بالتداول بحوثهم وعروضهم في القسم، ويسألهم زملاؤهم ويناقشونهم فيما قالوه بعد العرض.

 للاطلاع على فصول الكتاب، انقر هنا:  الشخصية

للاطلاع على الكتب التعليمية الأخرى للكاتب انقر هنا: كتب أدبية وتربوية